الحاجة الوحيدة اللي قدرت عليا...

الواحد طول ما هو عايش في الدنيا دي بيمر بتجارب كتير ، منها الحلو و منها الوحش بس في كل الاحوال ،لازم نتعلم منها و نتدبر. في تجارب بنطلع منها متغيرين للاحسن و تجارب بنطلع منها للاسوء، كل واحد و شطارته و حكمته.

الغُسل من التجارب اللي بتعّلم فينا و بنتعلم منها. تجربة بتهذب الروح، تصفي النية، ترقق القلب و تنور البصر و البصيرة. بشكر ربنا انه الهمني بيها.

الحقيقة انه من ساعة ما بدأت اغسّل وانا و اللي حواليا حاسين اني اتغيرت كتير جداً! في اعتقادي ان الغسل هو الحاجة الوحيدة اللي قدرت عليا. كل التجارب اللي عديت بيها قبل كده بحكم شدتها، كنت بطلع منها انشف و اقوي و ده كان بينعكس عليا كشخص. الغسل التجربة الوحيدة اللي طلعت منها بقلب لين و نفس مستكينة.

كمان الغسل فاهمني اد ايه الدنيا دي ولا حاجة ومن ساعة ما شوفت اخرتنا في الكفن و ازاي بنبقي helpless من غير كل الحاجات اللي كنّا فاكريين انها ساندانا و ازاي الناس اللي كانت واقفة في ظهرنا بقت واقفة حوالينا و ردود افعال متافوته بقي عندي يقين ان مفيش حاجة دايمة، غير سيرتنا الطيبة.

الغسل خلاني بقيت مش عاوزة انام زعلانة من حد او مزعله حد. بقيت عاوزة احاول لاخر لحظه عشان مبقاش محاولتش. بقيت بسامح و مبشيلش من حد و بحط اعذار، مبقتش عاوزة اخسر حد عشان جماد. بقيت بفكر و بقدر و بفترض حسن النية. بقيت بحاول اغير و اتغير. بحاول ابقي احسن و اعمل الصح ليا و لغيري. بقيت لما ادعي ربنا لما احس بظلم اقوله حاسبهم بنيتهم مش بافعالهم. بقيت مفوضه اموري كلها للمطلع و متوكله عليه. بقيت بدور علي الحلو اللي جوه الناس عشان بقيت عارفه ان ناس كتير براهم غير جواهم و ان ربنا خلقنا كلنا علي الفطرة السليمة .بقيت عارفة ان اللي بعامله بقلبي الابيض و مش بيشوف بياضه ده نظارته اتلحوست من الدنيا و الناس و عمايلهم. مبقتش بزعل من الناس اللي بتسئ الظن فيا عشان بقوا يصعبوا عليا انهم متلخبطين للدرجة.
بقيت ابسط و اسهل عشان الدنيا صعبة من غير حاجة. بقيت بدي من غير مستني حاجة. بقيت بدفع بالتي هي احسن و بقابل الوحش بالحلو. بقيت بخاف من الظلم، و بخاف اظلم حد من غير ما اقصد عشان عارفة الظلم ظلمات يوم القيامة. بقيت بخاف اقول كلمة اكسر بيها خاطر حد حتي لو من غير ما اقصد. بقيت مبحكمش علي حد و بشوفهم زي ما هما مش زي ما انا عاوزة اشوفهم. بقيت بدور علي الحق و اقول الحق عشان ارضي ضميري. بقيت عارفة انه الصح و الغلط مش ثوابت و ان شرع ربنا و منهجه هو الشئ الثابت الوحيد اللي نرجعله لما نختلف. بقيت عارفة انه اي حاجة كويسة ده رزق من ربنا مش شطارة مننا. بقيت بتفرج علي الناس و هي واقفة حوالينا و احنا بنغسّل و اقول لنفسي عاوزة الناس تفتكرك بايه يا نور.. بقيت بسأل نفسي عاوزة تقابلي ربنا علي ايه يا نور. بقيت بحاسب نفسي كتيير، و لما اغلط باعتذر و لما اقصر ف حق من حقوق ربنا اتوب. بقيت بحب ربنا اكتر و شايفة ايده في كل حاجة و عندي يقين ان ربنا ارحم و اكبر و الطف من كل تخيلتنا. بقيت دموعي قريبة و قلبي لين و تفكيري ارحم باللي حواليا حتي لو لسه لساني مش مطوعني.
مبقتش خايفة اموت عشان عرفت ان الموت مفيش منه مفر و انه مهما حولت مش هبقي مستعده لكن جوايه عارفة اني حاولت و جاهدت و وقعت و 

قمت و قصرت و تبت و غيرت و اتغيرت و مقصرتش في حق نفسي او حق غيري.

الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً 

حاجات اتعلمتها من الصخرة :)

في ناس كتيرة عاملة زي الصخرة دي - من بره بيخوفوا و ظاهرهم ممكن ميكونش مألوف لناس كتير و مش احلي حاجة لكن من جواهم بجد مختلفين و لما تركز و الظروف تسمحلك تشوف اللي جواهم هتنبهر. لان اللي بره علي النقيض من اللي جوه تماماً. زي الصخرة دي تمام، من بره مش ملفته بس من جوه جميلة و بتبرق. 

و لو في حاجات نتعلمها من الصخرة دي يا ريت نبطل نحكم علي الناس من بره و نعذرهم،نبطل نشوفهم زي ما احنا عاوزيين بس نشوفهم عشان محدش عارف ايه اللي جواهم و لا دوافعهم و ايه اللي وصلهم يظهروا من بره حاجة مختلفة عن اللي جوه- و حتي لو ملهومش اسباب - نعملهم بحسن نية و نلتمس ليهم الاعذار و نحبهم و نحتويهم عشان نشوف الحلو اللي جواهم و نتجنب الظن و نلتمس الاعذار و نعفو و نصفح و نقابل الوحش بالحلو و ندفع بالتي هي احسن عشان ده اللي ربنا امرنا بيه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا.. (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) كلنا بنتخلق علي الفطرة السليمة ، بس الدنيا بتغيرنا.

 و الحقيقة ان الدنيا مش مستهله وجع قلب و ابسط من اننا نشيل من بعض عشان حاجات زايلة و متغيره عشان كده ربنا امرنا اننا نجاهد نفسنا في كلامنا و تفكيرنا و نصفي قلبنا و نيتنا و نتمني الخير عشان منئذيش حد من غير نقصد. يا ريت نفتكر الكلام ده كويس قبل ما نظن و نذم و نقول كلمة تبوظ اكتر ما تصلح. 

سيدنا النبي امرنا نقول كلمة كويسة او نسكت. مطلبش منا نجود و ده لان اغلب الوقت احنا مش عارفيين او مش فاهميين الصورة كاملة فزيادت تأكيد كمان امرنا انه لو حاجة مش بتاعتنا نسيبها لصحاب الشأن. عشان الدنيا دي كلها عمله زي الصخرة دي! 

 (وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ) (مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ)

 فأستقيموا يرحمنا و يرحمكم الله

اهم رزق في الدنيا دي..

ربنا لما خلقنا ، خلقنا كلنا علي الفطرة السليمة، قلوب كبيرة بيضة نقية و نفوس صافيه راضية متعرفش حاجة وحشة. خلقنا اطفال بريئة، تعاملتنا بسيطة، مشاعرنا واضحة، مبنعرفش نحقد ولا نحسد، بنعيش اليوم بيومه ، حساسين و ابسط حاجة ممكن تأثر فينا، و بنتبسط بسرعة و بأقل حاجة، لما بنزعل بنصفي بسرعة و بننسي و نصحي تاني يوم مش فاكريين حاجة. للأسف احياناً و احنا بنكبر فطرتنا بتتأثر، سواء بتجارب عدينا بيها، مواقف شوفنها بتحصل قدامنا، تربية اهلنا لينا او احتكاكتنا مع اللي حوالينا. الحاجات دي سواء كانت حلوة او وحشة ليها تأثير، و التأثير ده لو وحش بيغيرنا و بنبعد عن الفطرة السليمة، عشان كده في ناس بتكدب، ناس بترضي انها تاخد حق مش حقها، ناس معندهاش ضمير، ناس مؤذية، ناس حقودة، ناس بتغير، ناس مبتحبش الخير لحد، ناس خبيثة، ناس منافقة، ناس انانين، ناس بتوع مصلحتهم و ناس مش بيجيبوا سيرة حد بالخير ولا بيتمنوه لحد. لكن الناس المحظوظة اللي ربنا بيحبها هي اللي فطرتها مبتتغيرش، اللي بيقوموا التأثيرات الخارجية عشان يحافظوا علي بياض قلوبهم و نفوسهم الصافية. الناس اللي

بتقابل اي حاجة وحشة بحاجة احلي و ديماً بيعذروا اللي قدامهم، اللي مش بيشيلوا عشان الدنيا مش مستهله، و بيخافوا يناموا زعلانين او ينيموا حد زعلان عشان ممكن بكرة ميجيش، اللي بيدوا و مش مستنين ياخدوا، اللي علي قد المحبة علي قد الزعل، اللي بيصفوا قوام بأقل كلمتين تطيب خاطر، اللي مشاعرهم ديماً باينه عليهم و دموعهم قريبة في الفرح قبل الحزن عشان دي اصدق طريقة يعبروا بيها عن قلوبهم، اللي ضميرهم شغال مبيفصلش، اللي عاوزين يعملوا الصح لغيرهم قبل نفسهم، اللي فاكرين نفسهم هيعدلوا الكون،اللي بيقفوا جمب الندل قبل الجدع عشان الجدعنه مالهاش شروط، الناس دي هي اللي كبرت سناً وحجماً لكن قلوبها مصغرتش، هي الناس اللي عارفة ان كل ده مش شطارة منهم وانه رزق من ربنا لازم يفضلوا يجاهدوا نفسهم و مع اللي حواليهم و في الظروف لو عاوزين ربنا يديم عليهم النعمة!
 استقيموا يرحمنا و يرحمكم الله 🙂

 https://youtu.be/rQI9mjKfIRs

عفواً لقد نفذ رصيدكم..

"ثُمَّ أن البذل في غيرِ محلِّه، هدرٌ وليسَ عطَاء" الجملة دي بتلخص حاجات و علاقات كتيرة اوي. أحيانًا، مهما كان حجم المحبة، مهما كان حجم الشغف، مهما كانت قدرتنا علي التحمل و مهما كان حجم الطاقة اللي عندنا اننا ندي من غير ما ناخد، و مع تكرار الخذلان و عدم التقدير؛ كل حاجة بتقل و المحبة بتروح و بنزهق و طاقتنا بتخلص و بنحس اننا wasted.. فبنسكت ونمشي، من غير أي تفكير في محاولات تانية.. المشكلة ان كل مرة بنكرر نمشي ، بنقف و نفضل نعافر، بننسي اي اعتبارات و بيفضل املنا انه الدنيا تتغير هو اللي بيحركنا، و بنفضل نحاول لحد ما بنخلص الطاقة اللي حلتنا و نستنفذ كل الحلول و ساعتها بنبص لنفسنا في المرايا و احنا متأكدين اننا ‏ “at least we have done our best and we have tried” و لما بنقرر اننا نمشي،ضميرنا بيبقي مستريح ومبنقربش تاني أبدًا. اظن اننا لو فهمنا ان اي حاجة في الدنيا ماشية بمبدأ الاخد و العطا و عرفنا انه مينفعش نفضل ناخد من غير ما ندّي، نسحب من الرصيد( المتمثل في طاقتهم و محبتهم و قدرتهم علي العطاء) من غير ما نحسبها او نفكر لما الرصيد ده يخلص ايه اللي هيحصل اللي قدامنا هيفضي فجأة. فياريت متاخدوش من غير ما تدوا و متفضوش الناس و بعدين تستغربوا انه "عفواً لقد نفذ رصيدكم" اصل الاخذ من غير عطا و من غير تقدير المتكرر ده كفيل بإنه يدمر أي bonds و يقتل اي علاقة إنسانية. فاستقيموا بقي يرحمنا و يرحمكم الله :)