عزيزي سليم،
اكتب لك هذه الرسالة، لأذكرك واذكر نفسي بما نسيه الاخرون. فلتتذكر ايضاً أني أحبك جداً، و أشفق عليك كثيراً لوجودك في هذا العصر. عصر القرود!
في عصر القرود، مشي الانسان علي القمر، و تحكم في الطاقة، و اشياء اخري لكنه بقدر تحكمه في هذه الاشياء بقدر ما قد فقد التحكم في نفسه و شهواته و بقينا امام انسان اقل رحمة، اقل مودة، اقل عطفا، اقل شهامة و اقل مروءة، و اقل صفاءاً من انسان العصر الزراعي المتخلف.
و قد نكون تقدمنا عشر خطوات للامام و لكننا رجعنا مائة خطوة و اكثر للخلف!
لم نعد ننتظر من السماء شيئا وظننا انه بتقدمنا قد اخذنا زمام الأمر في يدنا ..و خيل إلينا أنه لا سماء هناك و لا رب و لا مهيمن سوانا.. و نسينا الأوامر و الشرائع و الأعراف و التقاليد ..انطلقنا نعيش على هوانا ولم نعد نري غير انفسنا و لا نبالي لحال الاخريين و اصبحت الحياة حياة مادية صرفة .
وحينما يعيش الإنسان حياة مادية صرفة، تتغير المعايير، فالنفس لا تزداد شبعا بل تزداد جوعا و لا تزداد امتلاء بل تزداد خواء ثم هي تنتهي إلى حالة من الظلمة الحيوانية و القسوة و البلادة .. ثم تنتهي آخر الأمر بفساد الفطرة.
في عصر القرود، حينما يعيش الانسان حياة مادية، ينسي المودة و الرحمة و يتخيل ان الرحمة ضعفاً، و القسوة قوة، و يشغل حاله بالانتقام و التنكيل، يكثر بالقول و ينسي الفعل.يكن انانياً يطلب كل شئ ولا يرضيه اي شئ و لا يشبعه شئ.
في عصر القرود، أهل الحكمة في راحة و أهل الله في راحة .. لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم
أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع ...
فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك
في عصر القرود، و حتي تحافظ علي انسانيتك ابحث عن تلك التي تكون لك سكن و اماً و زوجة و ملجأ، التي اذا احتجت تعطيك ما احتاجته دون ان تطلب، التي تعينك علي معرفة الله، التي تعطيك الامن و الامان،التي تستطيع ان تتخلص مما في صدرها من غل و تغلب في نفسها صفات التسامح، و اللين و المودة علي الغضب و الانتقام، ابحث في قلبها عن الرحمة و الحنان، التعاطف و المودة و الفهم لان ذلك ما يقام عليه البيوت.
حبيبي سليم، في عصر القرود، عندما تكبر لا تلتفت، فخلفك اشياء كثيرة سيئة و قد توجعك، سيحاول الاخرون ان يكسروك، فهناك من يكره تقدمك و هناك من يتمني ان يوقفك و هناك من يحلم بك خلفه. ان تكون وحيداً في الطريق الصحيح خيراً من ان تكون زعيماً في الطريق الخطأ. ان التفت ستسقط و ان سقط لن يرحموك. ان التفت قد تتعثر وسيحاول الكثير اسقاطك. كن شيئاً في مكان و لا تكن لا شئ في كل مكان. ارجو منك ان لا تلتفت ورائك ولا لمحاولاتهم الا اذا اردت ان تكون مثلهم و هذا قد يكسر قلبي كثيراً. عليك ان توعدوني ان تحاول جاهداً ان تحافظ علي قلبك نظيفاً و ان لا تفقد صفاء نيتك و لا ضحكت وجهك و لا فطرتك السليمة ولا روحك النورانية. عندما تكبر فلتعلم اننا كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة رغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق. فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر. و لو دخل كل منا قلب الاخر لاشفق عليه و رأي عدل الموازين و ان اختل ظاهرها. فالله يمد يد السلوي الخفية و يحنو بيها علي المحروم و ينير بيها القلوب و يعوض الصابرين حلاوة، ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عين الظالمين. الله عدل.
في عصر القرود ،
كن رحيماً، فكلنا قادرون علي الحب و لكن قليل منا هم القادرون علي الرحمة. فأهل الرحمة هم اهل النور و الصفاء و لا يؤتيها الا كل شجاع كريم نبيل.
كن ليناً، هيناً، سهلاً، قريباً من الناس حتي و لو لم يقدروا منك ذلك، فانت تعامل الله و لا تعاملهم.
كن متسامحاً متصالحاً مع نفسك و مع الاخريين حتي و ان لم يفعلوا ذلك، و التمس لهم الاعذار، و عندما يجعلوك تفقد ايمانك فلتتذكر قول الله (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
كن عطوفاً، ودوداً، كريماً، ناكراً لذاتك، راؤوفاً ، هادئاً، صبوراً، رحب الصدر، متريثاً، لانها صفات النورانيين الذين يحكمون الجانب الرباني في نفوسهم و يرتفعوا علي جبلتهم الطينية و البشرية.
كن حكيماً و جاهد نفسك دائماً، لانه الجهاد الاكبر الذي يستنهض بأشرف ما فيك.
كن وطناً و كن سكناً و مأوي للتائهين الذين لم يجدوا انفسهم بعد.
كن كالمطر، يروي، ليسقي، ليثمر.
كن متصدقاً، الكلمة طيبة صدقة، الابتسامة صدقة، اماطة الاذي عن القلوب صدقة و الصدقة بعشرة امثالها.
كن بصيراً بنفسك و عيوبها قبل ان تنظر للاخرين.
كن عوناً للناس دوماً، اترك اثراً و اعلم ان اي نور تتركه داخل احدهم يضيئك.
كن راضياً فاهل الرضا الي النعيم.
في عصر القرود،
لا تلقي باللوم علي احدهم، انظر بداخلك اولاً.
اذا ظـُلمت، لا تظلم، و اذا ظَلمت، رد المظلمة اوجب و ان جئت علي نفسك.
لا تبحث داخل احدهم عن ما ينقصك، و انتقاصك من الاخرين لا يزدك.
لا تكسر قلب احد و لا تطفئ احد.
لا تكذب- فالصدق ينجي و الكذب يؤدي بيك الي التهلة لا محاله.
لا تظلم احداً- فالظلم ظلمات يوم القيامة.
لا تتدخل في ما لا يعنيك - فا من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
لا تغتاب احدهم - فتظلمه بما لم يعد فيه و تبخس قدره.
لا تنظر للناس بعينك و تذكر ان العقل محله القلب و ان القلب ابصر من العين.
لا تقلل من نية احدهم و ان كان التنفيذ سيئاً.
في عصر القرود، كن انساناً و كفي!
اكتب لك هذه الرسالة، لأذكرك واذكر نفسي بما نسيه الاخرون. فلتتذكر ايضاً أني أحبك جداً، و أشفق عليك كثيراً لوجودك في هذا العصر. عصر القرود!
في عصر القرود، مشي الانسان علي القمر، و تحكم في الطاقة، و اشياء اخري لكنه بقدر تحكمه في هذه الاشياء بقدر ما قد فقد التحكم في نفسه و شهواته و بقينا امام انسان اقل رحمة، اقل مودة، اقل عطفا، اقل شهامة و اقل مروءة، و اقل صفاءاً من انسان العصر الزراعي المتخلف.
و قد نكون تقدمنا عشر خطوات للامام و لكننا رجعنا مائة خطوة و اكثر للخلف!
لم نعد ننتظر من السماء شيئا وظننا انه بتقدمنا قد اخذنا زمام الأمر في يدنا ..و خيل إلينا أنه لا سماء هناك و لا رب و لا مهيمن سوانا.. و نسينا الأوامر و الشرائع و الأعراف و التقاليد ..انطلقنا نعيش على هوانا ولم نعد نري غير انفسنا و لا نبالي لحال الاخريين و اصبحت الحياة حياة مادية صرفة .
وحينما يعيش الإنسان حياة مادية صرفة، تتغير المعايير، فالنفس لا تزداد شبعا بل تزداد جوعا و لا تزداد امتلاء بل تزداد خواء ثم هي تنتهي إلى حالة من الظلمة الحيوانية و القسوة و البلادة .. ثم تنتهي آخر الأمر بفساد الفطرة.
في عصر القرود، حينما يعيش الانسان حياة مادية، ينسي المودة و الرحمة و يتخيل ان الرحمة ضعفاً، و القسوة قوة، و يشغل حاله بالانتقام و التنكيل، يكثر بالقول و ينسي الفعل.يكن انانياً يطلب كل شئ ولا يرضيه اي شئ و لا يشبعه شئ.
في عصر القرود، أهل الحكمة في راحة و أهل الله في راحة .. لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم
أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع ...
فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك
في عصر القرود، و حتي تحافظ علي انسانيتك ابحث عن تلك التي تكون لك سكن و اماً و زوجة و ملجأ، التي اذا احتجت تعطيك ما احتاجته دون ان تطلب، التي تعينك علي معرفة الله، التي تعطيك الامن و الامان،التي تستطيع ان تتخلص مما في صدرها من غل و تغلب في نفسها صفات التسامح، و اللين و المودة علي الغضب و الانتقام، ابحث في قلبها عن الرحمة و الحنان، التعاطف و المودة و الفهم لان ذلك ما يقام عليه البيوت.
حبيبي سليم، في عصر القرود، عندما تكبر لا تلتفت، فخلفك اشياء كثيرة سيئة و قد توجعك، سيحاول الاخرون ان يكسروك، فهناك من يكره تقدمك و هناك من يتمني ان يوقفك و هناك من يحلم بك خلفه. ان تكون وحيداً في الطريق الصحيح خيراً من ان تكون زعيماً في الطريق الخطأ. ان التفت ستسقط و ان سقط لن يرحموك. ان التفت قد تتعثر وسيحاول الكثير اسقاطك. كن شيئاً في مكان و لا تكن لا شئ في كل مكان. ارجو منك ان لا تلتفت ورائك ولا لمحاولاتهم الا اذا اردت ان تكون مثلهم و هذا قد يكسر قلبي كثيراً. عليك ان توعدوني ان تحاول جاهداً ان تحافظ علي قلبك نظيفاً و ان لا تفقد صفاء نيتك و لا ضحكت وجهك و لا فطرتك السليمة ولا روحك النورانية. عندما تكبر فلتعلم اننا كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة رغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق. فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر. و لو دخل كل منا قلب الاخر لاشفق عليه و رأي عدل الموازين و ان اختل ظاهرها. فالله يمد يد السلوي الخفية و يحنو بيها علي المحروم و ينير بيها القلوب و يعوض الصابرين حلاوة، ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عين الظالمين. الله عدل.
في عصر القرود ،
كن رحيماً، فكلنا قادرون علي الحب و لكن قليل منا هم القادرون علي الرحمة. فأهل الرحمة هم اهل النور و الصفاء و لا يؤتيها الا كل شجاع كريم نبيل.
كن ليناً، هيناً، سهلاً، قريباً من الناس حتي و لو لم يقدروا منك ذلك، فانت تعامل الله و لا تعاملهم.
كن متسامحاً متصالحاً مع نفسك و مع الاخريين حتي و ان لم يفعلوا ذلك، و التمس لهم الاعذار، و عندما يجعلوك تفقد ايمانك فلتتذكر قول الله (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
كن عطوفاً، ودوداً، كريماً، ناكراً لذاتك، راؤوفاً ، هادئاً، صبوراً، رحب الصدر، متريثاً، لانها صفات النورانيين الذين يحكمون الجانب الرباني في نفوسهم و يرتفعوا علي جبلتهم الطينية و البشرية.
كن حكيماً و جاهد نفسك دائماً، لانه الجهاد الاكبر الذي يستنهض بأشرف ما فيك.
كن وطناً و كن سكناً و مأوي للتائهين الذين لم يجدوا انفسهم بعد.
كن كالمطر، يروي، ليسقي، ليثمر.
كن متصدقاً، الكلمة طيبة صدقة، الابتسامة صدقة، اماطة الاذي عن القلوب صدقة و الصدقة بعشرة امثالها.
كن بصيراً بنفسك و عيوبها قبل ان تنظر للاخرين.
كن عوناً للناس دوماً، اترك اثراً و اعلم ان اي نور تتركه داخل احدهم يضيئك.
كن راضياً فاهل الرضا الي النعيم.
في عصر القرود،
لا تلقي باللوم علي احدهم، انظر بداخلك اولاً.
اذا ظـُلمت، لا تظلم، و اذا ظَلمت، رد المظلمة اوجب و ان جئت علي نفسك.
لا تبحث داخل احدهم عن ما ينقصك، و انتقاصك من الاخرين لا يزدك.
لا تكسر قلب احد و لا تطفئ احد.
لا تكذب- فالصدق ينجي و الكذب يؤدي بيك الي التهلة لا محاله.
لا تظلم احداً- فالظلم ظلمات يوم القيامة.
لا تتدخل في ما لا يعنيك - فا من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
لا تغتاب احدهم - فتظلمه بما لم يعد فيه و تبخس قدره.
لا تنظر للناس بعينك و تذكر ان العقل محله القلب و ان القلب ابصر من العين.
لا تقلل من نية احدهم و ان كان التنفيذ سيئاً.
في عصر القرود، كن انساناً و كفي!
No comments:
Post a Comment