بما اني من رواد ستاربكس الدائمين، بحب اروح الساعة ٧ الصبح - ٨ بالكتير، معاد في الرايق كده، رواد المعاد ده اغلبهم ثابتين مبيتغيروش، و مسميين ال outdoor الفرانده؛ و مع الوقت عملنا علاقات مع بعض؛ عارفين تربيزات بعض؛ ندخل نصبح علي بعض، اللي نازل يجيب حاجة ممكن يسئل الباقيين، واحنا ماشيين بنسلم علي بعض، اسرة في بعضينا كده.
و بما اننا عارفين بعض، برضه بنبقي عارفين مين جديد علينا و مين لا ..
الترابيزات الثابتة،
من ضمن الترابيزات اللي كانت ثابتة الشهور اللي فاتوا، اتنين بيجوا كل يوم يقعدوا حوالي ساعة ساكتيين تماماً و يشربوا القهوة و يمشوا، اخر كام مرة شوفتهم ، كانوا بيدخلوا ، الست تقعد مديانا ظهرها و يقعدوا نفس ساعة، بس المرة دي مليانه كلام، و في مرة مشيوا، و مشوفنهمش تاني. اتخيل ان المرات اللي فاتت ملها كانت محوالات فاشلة للهروب من اخر مرة بس معرفوش 🙂
كان في ترابيزة تانية خالص، من الثوابت لفترة برضه، بيقعد عليها بنتين صحاب، صغيرين، مرة سألتهم عن سنهم فضول، كانوا ١٩ سنة. من الواضح انهم صحاب قريبين من بعض جداً بس بينهم خلاف ، وكان في واحدة منهم صوتها عالي جداً و ديماً بتقول نفس الجملة، متخليش الزعل يزود بينا المسافات، انتي اهم واحدة في حساتي و التانية مشاعرها جامدة اوي ، ديما بتكتفي بأبتسامة باردة، و مترودش، و من كتر ما كانت مشاعرها جامدة كان نفسي اقولها انا جايه من المستقبل و بقولك امسكي فيها دي بجد بتحبك، بس لقيتني بقولهم صوتكم عالي و كلنا سامعينكم غصباً عننا فوطوا صوتكم و براحة علي بعض. شوفتوهم مرتين تلاتة كمان بعد كده، واحدة بتتحايل علي واحدة تمسك فيها، و التانية بنفس البرود، و بعدين مشوفتهمش تاني. اعتقد ان البرود مش بس بيكبر المسافات و لكنه بيكسر قلب اللي ماسك و متبت لحد ما هو كمان بيسيب!
وفي الراجل الكبير المهذب المحترم اللي بيجي يقعد و يديني ظهره و يعتذر انه بيديني ظهره بس هو عاوزني اقعد براحتي من غير ما احس بوجوده، المثير للفضول ، انه بيقعد ساكت ولا ماسك كتاب ولا تليفون ولا بيعمل اي حاجة، و ده بيخليني افكر يا تري في ايه دوشه في دماغه و سحله للدرجة و ازاي هو حسيس كده في زمن بقي في جبلات بس!
وفي ناس كتيرة تانية من الثوابت تبقي بتبوصلهم و نفسك تفهم ايه حكايتهم و ايه اللي وراهم و وصلهم لكده.
و في الترابيزات الطياري، و برضه مش خالصيين!
امبارح، كان في اتنين ، من قعدتهم كان باين اوي ايه المشكلة و قد ايه في تنشنه و نكد. البنت قاعدة عينيها مليانه دموع و الولد باصص في الارض و قعدوا حوالي ٣ ساعات بيتكلموا و في النص الولد كل شوية يطبطب عليها و شوية و البنت قامت و الولد فضل قاعد و مقامش بعدها.
و غيرهم بيعدي علينا كل يوم و احنا قاعدين نفس القاعدة 🙂
المهم بقي في كل القصص دي، ان اللي معدي في الشارع و شايفنا قاعدين في الفرانده من بره، بيفضل باصص علينا و هو ماشي و بنشوفهم و هما بيتفرجوا علينا، فاكرين اننا فايقين ومبسوطين و بنشرب قهوة و بالنا رايق لكن الحقيقة اظن ان ترابيزات ستاربكس دي شافت خذلان، و وجع قلب، و الم فراق، و دموع و احضان متشافتش في حته، لكن عشان كلنا بلا استثناء بنبوص من بعيد و شايفين من بره الفرانده فمحدش فاهم ولا حاسس بحاجة.
هونها علينا و عليهم يا رب
No comments:
Post a Comment